الأوركسترا الوطنية الفلسطينية بقيادة فنسنت دو كورت وعزف منفرد سيمون شاهين
الأوركسترا الوطنية الفلسطينية
تمثّلُ الأوركسترا الوطنية الفلسطينية ذروةَ رؤية معهد إدوارد سعيد الأوركسترالية، وثمرة مسار تراكمي
تمّ تطويره ورعايته منذ تأسيس المعهد في عام 1993 . كانت البداية بفرق من طلاب المعهد الناشئين،
ثم أوركسترا المعهد للطلاب المتقدمين، تلا ذلك أوركسترا فلسطين للشباب، الّتي تُعنى بالموسيقيين
الفلسطينيين الشباب، من أنحاء العالم، وبعد ذلك كلِّه كان إنشاء الأوركسترا الوطنية الفلسطينية
الخطوة الطّبيعية التالية.
فمن جانب، يكبر الطلابُ الموسيقيون الفلسطينيون، ويصبحون محترفين، يبحثون عن فرص لعرض
موسيقاهم، كما يبحثون عن إحساس بالانتماء والمساهمة في خدمة وطنهم، ومن جانب آخر فإنّ
موسيقيين فلسطينيين محترفين يعيشون، في المنفى، كانوا لسنواتٍ يحلمون بأوركسترا وطنية
خاصّة بهم، وإن فلسطين، كأية أمة أخرى، تستحق أوركسترا وطنية محترفة لِتُسعِدَ جمهورَها في الوطن،
وتُعبِّرَ عن ذلك بفخر، على المسرح العالمي.
قدّمت الأوركسترا الوطنية الفلسطينية عرضها الأول في ليلة رأس السنة لعام 2010 في قصر رام الله
الثقافي. انضمّ إليها قائد الأوركسترا السويسري بالدور بروننمان، والمغنية السوبرانو الفلسطينية
اليابانية مريم تماري، في برنامج يتضمن أعمالاً ل: ليغيتي، موزارت، بيتهوفن، والموسيقي الفلسطيني
سلفادور عرنيطة، وتلاه حفل موسيقيٌّ في القدس وحيفا، وشملت الجولات الدولية للأوركسترا الأردنَّ
وإندونيسيا.
أعضاء الأوركسترا الوطنية الفلسطينية موسيقيون محترفون من أصول فلسطينية، وكذلك أجانب
تربطهم صِلات بفلسطين، ومن بينهم موسيقيون يعملون في أوركسترات ودور أوبرا، وعازفون
مستقلون وموسيقيو ستديوهات، وأساتذة يعلمون في مدارس الموسيقى عبر العالم، ويتوزع
عازفو الفرقة بين مقيمين في فلسطين، والشرق الأوسط الأوسع، ومختلف أنحاء العالم، في الشتات
الفلسطيني، ومن ضمن أعضاء الأوركسترا عازفون سبق وعرضوا في أوركسترات، مثل: لوس أنجلوس
تشامبر أوركسترا، أوركسترا قطر الفلهارمونية، أوركسترا سان أنطونيو السيمفونية، الأوركسترا الملكية
الفلهارمونية، أوركسترا عمان السيمفونية، أوركسترا الفلهارمونيا، أوركسترا راديو هولندا، أوركسترا
سان دييغو السمفونية، الأوركسترا الكونسرتهاوس في برلين، ودار الأوبرا في القاهرة. وقبل انضمامهم
إلى الأوركسترا الوطنية الفلسطينية، كان العديد من العازفين الشباب أعضاء في أوركسترا فلسطين
للشباب.
الأوركسترا الوطنية الفلسطينية، حالياً، هي أوركسترا احتفالية «تشامبر » أو صغيرة، تجتمع مرّة أو مرّتيْن
في العام؛ لإنجاز موسيقى عالية الجودة، وتوفير منبر دولي لتعزيز الإنجازات الثقافية الفلسطينية في
جميع أنحاء العالم.
وها هي اليوم تعود مرّة أخرى متكاملة العضوية، لتقدّم لنا عروضًا موسيقية رائعة، ضمن جولة عروض
رأس السنة الميلادية 2016 / 2017 ، بقيادة المايسترو الهولندي فنسنت دو كورت، وبمشاركة الموسيقي
الفلسطيني العالمي سيمون شاهين، حيث ستقدم الأوركسترا مقطوعته الرّائعة «كونشرتو العود
فنسنت دو كورت
قائد الأوركسترا الوطنية الفلسطينية هذا العام، وهو معروف
في مجال قيادة الأوركسترات في أوروبا، مثل: أوركسترا أوسلو
السيمفونية، وأوركسترا لايبزيغ وروتردام، وغيرهما العديد من
الأوركسترات، درس، في الأساس، واحترف العزف على آلة التشيلو،
ومن ثمّ انتقل إلى مجال قيادة الأوركسترات الموسيقية.
وُلد دو كورت في هولندا، وهو أحد أشهر العازفين في العالم
على التشيلو، وقدّم لأول مرة أعمالاً ناجحة جدًا في مسرح
البولشوي الشهير في موسكو، وكذلك في مسرح ماريانسكي
في سان بطرسبرغ ، وهو ضيف منتظم في دور الأوبرا في
دريسدن، ستوكهولم، أدنبرة، لايبزيغ، طوكيو، فيينا، فيلنيوس،
وغيرها الكثير .
وفي عام 1995 أصبح فنسنت يعمل مع أوركسترا أوسلو، كما
عمل مع فرق موسيقية شهيرة مثل لايبزيغ، ستتسكبل دريسدن،
أوركسترا روتردام، أوركسترا هولندا، أوركسترا الحجرة.
فنسنت هو رئيس لجنة التّحكيم في البرنامج التلفزيوني
«الهولندي مايسترو »، وكان مدير ومؤسس غرفة الأوركسترا
السيمفونية الدولية الأوروبية، وكذلك مهرجان الأوبرا في بلجيكا،
بالإضافة إلى مسيرته المسرحية.
سيمون شاهين
ما يميز برنامج الأوركسترا الوطنية الفلسطينية هذا
العام، مشاركة الموسيقي الفلسطيني سيمون
شاهين، وهو واحد من أهم الموسيقيين العرب
والعالميين المتخصصين في الموسيقى العربية،
سواء كان كعازفٍ محترفٍ لآلتي العود والكمان، أو
كمؤلفٍ موسيقيٍّ نالَ العديد من الجوائز على مؤلفاته،
أو كباحثٍ وأكاديميٍّ مُطَوِّرٍ في الموسيقى العربية، وله
شعبية كبيرة في فلسطين والوطن العربي والعالم.
سيمون موسيقي فلسطيني وُلد في قرية ترشيحا،
وترعرع في كنف أسرة مفعمة بالفن؛ حيث بدأ العزف
على آلة العود وهو في الرابعة من عمره، مع والده
المؤلف والموسيقي الراحل حكمت شاهين.
انتقل شاهين إلى مدينة نيويورك لإكمال دراساته، في مدرسة مانهاتن للموسيقى، وجامعة
كولومبيا، بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى في القدس عام 1978 .
وشكّل شاهين فرقة «موسيقى الشرق الأدنى » في نيويورك في عام 1982 ، وأصدر خلال فترة
التسعينيات أربعة ألبومات خاصة به، تضمُّ معزوفاته)سلطنة، وتراث، وتقاسيم( وموسيقى
محمد عبد الوهاب، كما أنّه أسهم مع المنتِج بيل لوسويل في تسجيل مجموعة من معزوفات
الجاز والروك، تحمل اسم «محرك الهلوسة »، وساهم شاهين، أيضا، في وضع العديد من
الموسيقى التصويرية لأفلام سينمائية عالمية، وكان من أكبر نجاحاته «مقطوعة اللهب الأزرق ،»
حيثُ رُشّحت لإحدى عشرة جائزة من جوائز غرامي، وآخر مشاريع شاهين تسجيل جديد باسم
«ظافر .»
وأقيمت حفلاته الموسيقية في عدد من أعظم مسارح العالم، مثل: قاعة «كارنيجي هول »، مركز
كينيدي، دار الأوبرا المصرية، مسرح المدينة ببيروت وقصر الفنون في بلجيكا.
ومنذ عام 1994 يُقدّم شاهين المهرجان العربي السنوي للفنون، الذي يُطلَق عليه «مهرجان
الفن » ويُقام في نيويورك، ويَعرِض المهرجان أفضلَ الأعمال الفنية العربيّة، وفي الوقت نفسِه
يُقدِّم رؤيةً للثقافة العربية، ومدى عمقها ومميزاتها. ولضمان استمرار هذا التّعريف بالحضارة
والموسيقى العربية، فقد كوّن شاهين المنتدى السنويّ للموسيقى العربية في عام 1997 ،
حيث يُعقد لمدة أسبوع في صيف كلِّ عام في كلية ماونتهوليوك، ويقيم شاهين في
فلسطين ورشة عمل سنويّة؛ لتعلِّمَ الموسيقى لمدّة أسبوع وتُخَصَّصَ للأطفال الموهوبين.
ويكرّس شاهين ما يقرب من نصف وقته للعمل مع المدارس والجامعات، وهو أستاذ الموسيقى
في كلية بيركلي للموسيقى، ومعهد نيو أنغلاند في بوسطن. وعلاوة على قيامه بالعزف مع
فرقتيْه قنطرة وفرقة موسيقى الشرق الأدنى، فقد قام شاهين بجولة على الصّعيد الدولي،
كعازف منفردٍ ومحاضر في المؤسسات الأكاديمية العالمية؛ لرفع الوعي تجاه الموسيقى
العربية، من خلال عددٍ كبير من المحاضرات وورش، وعروض الفصول الدراسية.
جنى برغوثي
هي عازفة الكمان في هيوستن
السيمفونية، أكملت جنى درجة
البكالوريوس ) BM ( في أداء الكمان،
في كلية جاكوبس للموسيقى،
تحت إشراف ميمي تسفايغ، وواظبت
على دبلوم الدراسات العليا في
الكلية نفسها.
واكتشفت جنى حبّها للأوركسترا،
بعد عملها مع كونسريت ماستر
للأوركسترا، وجامعة إنديانا، وهي
حاليا تعمل بديلا للأوركسترا
فيلادلفيا وسانت لويس
السيمفونية، إلى جانب منزلتها مع
هيوستن السيمفونية.
جنى هي عازفة الكمان الأولى
لرباعي أزاليا في جامعة إنديانا، التي
تشكّلت في سبتمبر عام 2013 ، باسم «رباعي كتنر .»
كما فازت جنى مع الرباعي أزاليا في منافسة «إقامة بيتهوفن-هاوس »، وحصلت
مؤخرا على الجائزة الكبرى في غرفة المنافسة في فرقة كولمان.
بدأت جنى بتعلّم الكمان، في المعهد الوطني للموسيقى منذ عام 1999 ،
وكانت تبلغ من العمر 7 سنوات، وتخرجت فيه، عام 2008 ، والتحقت بأوركسترا
فلسطين للشباب، في عمر مبكّر، وعندما بلغت الخامسةَ عشرةَ، أصبحت العازفة
الأساسية فيها، وشاركت في مشاريع متعدّدة، نظّمها المعهد خلال مسيرته
الطّويلة، بما في ذلك مشاركتها مع الأوركسترا الوطنية الفلسطينية.